وفي المنهج أيضا .. 17 يناير 2019
1- اللؤلؤة : وفي المنهج أيضا ..
” استعدى تميم بن مقبل عمر بن الخطاب على النجاشي (الشاعر) ، فقال : يا أمير المؤمنين : هجاني فأعدني عليه . قال : يا نجاشي ما قلت ؟ قال : يا أمير المؤمنين : قلت ما لا أرى أن عليّ فيه إثماً ، قلت :
قُبيّلـــــةٌ لا يغــدرون بــذمـــةٍ .. ولا يظلمـــون النـاس حبـــــة خــردلِ
فقال عمر : ليتني من هؤلاء . قال :
ولا يــردون المـــاءَ إلا عشيــةً .. إذا صــــدر الــورّاد عـــن كــــل منهــلِ
فقال عمر : وما على هؤلاء متى وردوا ؟ قال : هل غير هذا ؟ قال :
وما سمي العجـلان إلا لقـولهم .. خذ القعبَ فاحلب أيها العبد ، فاعجلِ
قال عمر : خير القوم أنفعهم لأهله . قال تميم : سله عن قوله :
إذا الله عــــادى أهـل لـؤم وذلةٍ .. فعادى بني العجلانِ رهط ابن مقبل
أولئــك أولاد اللئيــم ، وأسرة الـ .. لئيـــم ، ورهــط العــــاجز المـــتذللِ
تعافُ الكلاب الضاريات لحومهم .. وتـــأكل من كعب بن عوف ،ونهشـلِ
فقال عمر : أما هذا فلا أعذرك عليه ، فحبسه ، وضربه !! “.
2- المحارة :
– هذا الخبر متعدد الدلالات ، أطرافه ثلاثة يعرفون جيداً طبيعة الموضوع الذي يتعرضون للخوض فيه ، فتميم مقتنع بأنه هُجي ، ويطالب بمعاقبة الشاعر ، والنجاشي (الشاعر) لا ينفي التهمة ، وإنما يهرب إلى مصطلح إسلامي هو “الإثم” ، إذ يرى أنه لا يجد فيما قال إثماً !! إنها مجرد شتائم(!!) وهكذا يبدأ استعراض القصيدة بيتا وراء الآخر ، وقصد الهجاء واضحٌ منذ البيت الأول ، ولكن عمر قاض من واجبه أن يستكمل أطراف القضية ، حتى تنتفي التهمة أو تثبت ، والطريف حقاً أن هذه الصفات الهجائية تتحول – من منطلق أخلاقي إسلامي – إلى صفات تدل على التواضع والعدل والإيثار ، والقيام بحق الغير ، وتعقيب عمر يدل على ذلك مع معرفته بالقصد الهجائي وراءها . ثم تطبق التهمة حين يذكر الله ، ويُجعل عدواً لتلك القبيلة ، ومن ثم يكون الحبس والضرب .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من : “مجالس ثعلب” – جزء 2 – ص364 – تحقيق : عبد السلام هارون – دار المعارف بمصر – 1960، والمحارة من كتاب : “مقدمة في النقد الأدبي” لمحمد حسن عبدالله – دار البحوث العلمية بالكويت – 1975– ص 289