قلب كافوريات المتنبي – 13 يونيو 2019

قلب كافوريات المتنبي – 13 يونيو 2019

1- اللؤلؤة : قلب كافوريات المتنبي ..
” يقول المتنبي في مدح كافور :
أبا المسكِ هل في الكأس فضلٌ أناله ** فـإني أغني منذ حـــينٍ وتشــربُ
وهبت على مقــدار كفــــي زمــاننــــا ** ونفسي على مقدار كفيك تطلبُ
إذا لم تنـــط بـــي ضيعــة أو ولايــــــة ** فجودك يكسوني وشغلك يسلُبُ
يضـــاحـــك فــي ذا العــيد كـل حبيبه ** حذائي ، وأبكي من أحب وأنــدبُ
إذا تـــرك الإنســـــان أهــــــــلا وراءه ** ويـــــمم كــافــــوراً فمـــــا يتغربُ
يــــريد بــــك الحســاد مـــا الله دافعٌ ** وسُمر العوالي والحـــديد المذرب
ويقول في مدحه أيضاً :
قضــى الله يا كافـــور أنـــــك أولٌ ** وليـــس بقــــاض أن يُرى لـــــك ثانِ
فمــا لك تختـار القســـي وإنمــــا ** عـــن السعــــد يرمي دونك الثقلانِ
وما لك تُعـنـى بالأسنــــة والقنـــا ** وجــدك طعـــــــان بغيـــــر سِنـــان
ولم تحمل السيف الطويل نجــاده ** وأنــت غنــــي عنـــــــه بالحـــدثان
2- المحارة :
– هذه الأبيات غير المتعاقبة اختيرت من مدائح المتنبي لحاكم مصر – إبان دولة الإخشيد – كافور الحبشي . وقد رأى بعض النقاد – بدءاً من ابن جني – معاصر المتنبي ، وراوية شعره ، والكاشف عن خباياه – أن بعض هذه الأبيات المدحية يمكن أن ينقلب معناها إلى الهجاء بقليل من التدبر ، وتأويل معاني بعض المفردات
– وأذكر أن أستاذي الدكتور أحمد هيكل حين درس لنا في دار العلوم مدحة المتنبي الافتتاحية لكافور ، ومطلعها :
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا
وصف هذا المطلع ، بأنه لا يناسب موقف المديح ، وبخاصة في استهلال القصيدة الأولى ، ولابد أن عوامل نفسية (خفية) دفعت المتنبي دفعاً إلى هذا الاستهلال الفج ، وعلل هذه الحالة بشعور المتنبي بالقهر لانصرافه عن سيف الدولة (البطل العربي الحامي للخلافة في مواجهة الروم) واضطراره إلى مدح نقيضه بكل معاني التناقض .
– غير أن دراسة بعنوان : “رسالة في قلب كافوريات المتنبي : من المديح إلى الهجاء ” قد استوعبت هذه الظاهرة – ظاهرة البحث عن الهجاء الخفي تحت معاني المديح السطحي ، الذي وجهه المتنبي لكافور ، بما يستحق أن يفرد له لؤلؤة أخرى .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : “رسالة في قلب كافوريات المتنبي : من المديح إلى الهجاء ” – تأليف : عبد الرحمن بن حسام الدين المعروف بحسام زادة الرومي – تحقيق : محمد يوسف نجم – دار صادر – بيروت – الطبعة الثانية – 1993 .

اترك تعليقاً