قصيدة : حمد السُّرى – 16 يناير 2020

قصيدة : حمد السُّرى – 16 يناير 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (13)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
مدح ملك السويد والنرويج بالموزون المقفى !!
من قصيدة : حمد السُّرى !
……..
كشـاف معضلـةٍ، مُغــــــرى بمكـــرمةٍ .. شهـم أخـي نَهَمٍ في المجد رغابِ
ونضـر الله وجـه العيـــسِ كـــم حملتْ .. للمجـد في البيد من جابٍ ومُجتابِ
وهْـي التـي للمعالي قد سرت بفتىً .. منّـى لنيــــل المعــالي خيـر طُلابِ
يصبو إلى العُربِ من فاحت شمائلهُم .. كشمـــــألٍ بيـــــن جنـــاتٍ وأعنـابِ
وليس في صبوتي بالعُرب من إضــمٍ .. في شرعة الحب من عارٍ ولا عــابِ
ولا بنجدٍ، سقـى نجداً وساكنها الـــــ .. وسمـي، حيـث صببـاتي وآرابـــــي
إن الأعـاريب هـم كـــل الكـــرام وإن .. دارت رَحى المجدِ كانوا خير أقطـابِ
أما درى من لحـاني فـي محبتهــــم .. أن المهـا خُلقـت في زي أعــــــرابِ
فيا حـداة أغذوا السيرَ حيــــــث وميـ .. ـض الثغـر منهــــا بــــإرقالٍ وإرقابِ
فعـند سفـح اللِـوى تلقـــاء كاظمـــةٍ .. صــــواحبـــاتُ فـؤادئ يا أصيحـابي
……………….                                                  
* * *
 شاعر القصيدة :
• حمزة فتح الله (الإسكندرية – مصر 1849 – 1918) قضى عدة أعوام في تونس، وفيها أسس صحيفة “الرائد التونسي”، وأصدر في الإسكندرية جريدة “البرهان” ثم “الاعتدال” ، كما عمل بالتدريس في مدرسة دار العلوم، ومدرسة الألسن ، وعين مفتشا للغة العربية.
• هذه القصيدة من (بحر البسيط)، نشر منها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” ، (33 بيتاً) وقد أحسن في اختيار هذا النموذج – على وعورته اللغوية – لأنه خصص لوصف الرحلة إلى الممدوح، والتغني بالجمال والمجد العربي (النجدي خاصة)، وهو ما يمكن أن يتجاوب معه القارئ العربي، رغم المفردات المهجورة التي تعطل عملية التلقي عند القارئ العصري، ومن ثم فقد سكت المعجم عن أبيات المديح المباشر (ولابد أنها مؤلمة في غرابتها وندرة ما يمكن أن تنطوي عليه من صفات) .
• هناك بعض الاعتبارات المسوغة لمثل هذا السلوك (المستغرب) من شاعر عربي، فقد كان حمزة فتح الله ممثلاً لمصر في مؤتمر ستوكهولم عام (1889م) ، ومن ثم رأى أن من الواجب عليه أن يمدح الملك (رئيس المؤتمر الفخري)، فكانت هذه القصيدة التي يذكر المعجم أنها تتجاوز مائة وخمسة عشر بيتاً .
• يمكن أن تستدعي الذاكرة حالة مشابهة سابقة؛ إذ مدح أحمد فارس الشدياق، ملك فرنسا (الإمبراطور فيما بعد : لويس نابليون)، ومحاولة متأخرة ماثلة في قصيدة شوقي” كبار الحوادث في وادي النيل” وقد ألقاها أمام مؤتمر المستشرقين(1911)
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد السابع – ص164 .

اترك تعليقاً