قصيدة : إلى البلبل المغرد سلامة حجازي – 8 يونيو 2020

قصيدة : إلى البلبل المغرد سلامة حجازي – 8 يونيو 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (53)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
عن واحد من أهل الفن ..
إلى البلبل المغرد سلامة حجازي
نقرة العود، أم هــــديل الحمـامه .. ما سمعنا، أم ذاك صوت سلامهْ؟
بلبــــل في خمائل الشعر عنـى .. تـاركاً في النفـوس سُكر المُدامه
أيهـا البلبــــلُ المغـــــرد مهـــــلاً .. كـــم فــــــؤاد جــددت فيه هُيامه
هجـت فيه ذكرى زمان طـــــوته .. أنمل الحب كان في الـدهر شامه
إن في صـوتك الرخيم لسحــراً .. قد رضينـــــا حــــــلالـــه وحـــرامه
سار كالبرق في النفوس فأنت .. تتشــــاكى ، وليــــــس ثـم ظُلامه
تتشـاكى إليك منــــك فيا خصـ .. ـم ما رضينـــا علـى النهى أحكامه
إن تلمـيذيك اللـذين استمــــدا .. فنــــك الســـــالب النهـى ونظـامه
فعـلا فـي النفـــوس فعلك إما .. أسمعــــانا مــــــن شيخنـا أنغـامه
ومـع الجــــــوق مثلوا عبراً كم .. بعثــت فــي الصدور روح استقامه
فـبدا للتمثيــــل عصــــرٌ جديدٌ .. حاسـر عـــن حســـــن المآل لثامه
إيـه فـن التمثيـــــل إنـــك فـنٌ .. ســــوف نحنــــي أمامه كل هامه
أنت للنــــاس واعـــظٌ يتـولــى .. ردع من حـــاد عـن طريق الكرامه
أرسلتـك السمـاء توقد منهــــا .. في صـــدور العبــــاد نار الشهامه
فسلام عليك ما زقزق الطيــــ .. ــــر ،ســـــلام علـى سلامِ سلامه
* * *
 شاعر القصيدة : جبران تويني ( ولد في بيروت، وعاش في مصر، وتوفي في سانتياجو(تشيلي) – 1890 – 1947) .
• آثرنا تسجيل هذه القصيدة القصيرة، كما ورد نصها في ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” وهي في 15 بيتا . من “بحر الخفيف” .
• القصيدة “وثيقة فنية تاريخية” عن دور الشيخ سلامة حجازي ، مؤسس المسرح الغنائي في مصر ، وكان مسرح التمثيل المعتمد على اقتباس النصوص من الآداب الأجنبية ، قد سبق في القاهرة وبيروت ودمشق ، ولكن “سلامة حجازي” وحده هو الذي لمس الوجدان المصري/العربي بإدخاله عنصر الغناء والتطريب الفردي، ومن خلال الجوقة ، في صميم البنية المسرحية .
• حياة الشيخ سلامة حجازي الفنية تكشف عن صلة علوم الدين والثقافة الإسلامية عامة بفنون التطريب ، والموسيقى الشرقية ، وتفسر حركة التنقل بين فن التلاوة، وفنون التواشيح ، والطرب والغناء التي نلمسها بدءاً من الشيخ سلامة حجازي عند أم كلثوم وسيد مكاوي وغيرهما ، فيما بعد .
• أشارت القصيدة إلى تأثيره في اثنين لعلهما : سيد درويش ، ومنيرة المهدية .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس – ص 464 .

اترك تعليقاً