قصيدة : حفاوة شاعر بشاعر – 15 مارس 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (95)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
حفاوة شاعر بشاعر !!
عودة الهزار
غلب الحنان على رفيـف عيــــونه .. فــــــأوى الهزار إلى قديم غصونه !
جار القصـــى من الجـواء مصفقاً .. والأرز خفـــــــاق اللـــــــوى بيمينــه
ضـــرب القباب من الغصون بغربة .. هَـبت عليهـــــا مـــــــن ذرى صنينه
أنسام أسحـــــارٍ روت لخـــزامهـا .. ما أول الحســـــونُ عـــــن حسـونه
حمـــل الضياء على شباة يـراعه .. إذ عـــب دفقـــــاً مــــن لـجين معينه
فأنـار دنيــــا من نظيـم مشــــرقٍ .. عكفــــت يـــد الفصحى على تزيينه
* * *
ما أن يهـل علـى العيون جبينــــه .. إلا وغـــــــار الأرز فـــــوق جبينــــه
كـم حـن وكـر شبـابه لشبــــــابه .. وحنينــــــه نجــــــوى لبــــث حنينه
إن فـاح من شعري شذى فمهبه .. عبــــق يجـــــــيء إلـىّ من مكنونه
أو إن لثمـت نـديَّ مبســــم ورده .. ما الطيب في الوادي، وفي نسرينه
أو هـزك الشعـر المـــوله بالصبا .. ينســـــــاب مفتــــــونا علـى مفتونه
فالجـر أدرى بالثغــور وعطـــــره .. مــــن عطـــــرها، ورهينهــــا برهينه
…………..
* * *
شاعر القصيدة : بديع شبلي (1911 – 1991) مدرس وصحافي لبناني ، من أبناء بلاد جبيل ، شاعر غزل وله قصائد في مناسبات اجتماعية
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (39 بيتا)، وهي من بحر (البسيط) .
• هذه القصيدة قالها في احتفاء بعودة الشاعر المهجري شكرالله الجر إلى موطنه، وقد ضمنها اسمه .
• سنرى في ترحيبه بعودة الشاعر تأكيداً على معنى اعتزاز هذا الشاعر المهاجر برموز وطبائع وطنه اللبناني، بما يعني أن شاعر القصيدة يرى فيه هذا المعنى، في حين أن واقع كثير من شعراء المهجر كان متأثراً بمعاناة التكيف، واكتساب الرزق في مهجرهم .
• وفي المقابل يصور الشاعر في ترحيبه بعودة المهاجر مظاهر الطبيعة في لبنان- وفي صدارتها أشجار الأرز = الرمز الوطني الشامخ – وقد تهللت فرحاً بلقائه ، كما أطال الثناء على شعره ، وإبراز خصوصيته الفنية والنفسية.
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الخامس – ص 117