شخصية مصر (12) – 18 ابريل 2021
[ ” شخصية مصر” : كتاب مؤسس لا يكفي أن نردد عنوانه معجبين، الأهم أن نعرف محتواه ، لنعرف أنفسنا، وحدود ما نملك من إمكانات على أسس علمية . وهذا ما نقدمه عن طريق : ]
سين و جيم [12]– مع جمال حَمدان
ويقول حَمدان : إنه ” في بيئة الري، حيث ارتفاع أو انخفاض منسوب الماء سنتيمترا واحداً قد يحدد الخط الفاصل بين الغرق والشرق، أو الحياة والموت . الفلاح المصري بستاني محاصيل ، وإن لم يكن صاحب أشجار مثمرة ، ولا كان رجل فواكه بصفة خاصة .
أما صورة الوادي عنده : ” فمنذ فجر التاريخ تبدو مصر كأنبوبة مغلقة مكتظة بالسكان، وتبدو السكان مكدسة كغابة متراصة من البشر في أرخبيل غاص بالحلات والقرى والمدن. وكما كانت مصر القديمة تفوق في عدد سكانها معجم بلاد العالم المعروف، وتعادل وحدها العديد منها، فإن كثافة السكان في مصر الحديثة تعادل أو تفوق مثيلتها في أغنى الدول الصناعية، وأشدها تزاحماً .
ويرتب على هذا قوله : “إن مصر كثافة لا مساحة ، كما أنها مسافة قبل أن تكون مساحة، إنها بلورة محدودة الرقعة ، وإن كانت مفرطة الامتداد”. ويرى حَمدان أن التجانس بعدا لتكاثف هي الكلمة المفتاح، والنغمة الأساس داخل هذه البلورة المركزة المضغوطة. يقول [ ص39] ” أهل مصر من أشد شعوب العالم تجانساً في الصفات الجنسية ، والمقاسات الجسمية خاصة الرأس، ومن أكثرهم تشابهاً في السحنة والتقاطيع والملامح ” .
