وتناقض آخر !! – 23 يونيو 2024
.. وتناقض آخر !!
سبحان من يغير .. ولا يتغير !!
سبقت الإشارة إلى اختلاف الرأي والتقدير، ومن ثم (الحكم) في مواجهة العمل الواحد حين اختطف المفتش الزراعي كتاب “عبقرية خالد” من يدي، وألقاه أرضاً، وكيف أنني اعتبرته عدواً للثقافة، ولا يحترم تطلعاتي !! في حين أنه – كان في الحقيقة – يلتزم بواجبات عمله، وضروراته الأساسية .
استدعت الذاكرة تناقضاً آخر .. فحين عُقد مؤتمر الأدباء العرب الثالث بالقاهرة (قصر المنيل) عام (1957) وكانت الاحتفالية عن “شوقي” فإن “العقاد” الذي ألقى دراسة في المؤتمر، استمر في مهاجمة شعر “شوقي” واتناقص فنه، فما كان مني – طالب الفرقة الأولى بكلية دار العلوم – أن كتبت مقالاً عرضته صحيفة الحائط أتهم فيه “العقاد” صراحة بقلة الذوق، وأنه لا يراعي المناسبة !! وقد تصدى لي أحد تلاميذ العقاد (المجانين بالعقاد)، وكال لي من الشتائم مالا يمكن ذكره . وأذكر أنه كان اسمه “محمد سباق” !! وكان يسبقني في الدراسة!!
وتمضي ستون عاماً أو تزيد، ويطلب مني الصديق الصحافي “محسن عبد العزيز” مقالاً عن “توفيق الحكيم”، وكان “الحكيم” – رحمه الله – قد حدثني مباشرة عن أنه يلائم بين إبداعاته وطبيعة المرحلة التي يعيشها، فلما عدت إلى (قائمة) مؤلفاته، اكتشفت ما يناقض هذا المبدأ المزعوم، فقد ألف مسرحية “بجماليون” سنة 1942، أي في ذات السنة التي كان (رومل) فيها يهدد حدودنا الغربية، فأشرت إلى هذا التناقض، ليس من موقف المؤاخذة، ولكن الطرافة .. ومع ذلك فإن الصحافي المحترم لم ينشر المقالة، فلعله عدّها (قلة ذوق) على النحو الذي سبق !!
بالطبع لم أعاتب صديقي الصحافي على عدم النشر، بل عاتبت نفسي لاختلاف الرؤية !!