حساسية لغوية – 16 سبتمبر 2024
حساسية لغوية !!
من حيث المبدأ: أعترف بأنني من الرعية المخلصة لإذاعة القاهرة – البرنامج العام بصفة خاصة، ومن حيث المبدأ – مرة أخرى – أرى أن (الإذاعة) أهم جهاز مؤثر في التوعية باللغة لدى الجمهور العام . ثم أعترف بأنني أستمع إلى برنامج “إلى ربات البيوت” مع أنه ليس موجهاً إليّ، غير أنه يصادف – عادة أو غالباً – تناولنا للإفطار، ومذياع المطبخ مفتوح . من ثم أتلقى البرنامج بإيقاع دائم تقريباً .
يلفتني فيه بعض التجاوزات اللغوية، أو الذوقية التي – ربما بالألفة والتكرار – لا يفطن إليها المتكلم بها !! منها : افتتاح البرنامج بأنه يشتمل على (عديد) من الفقرات !! وعبارة (عديد) تكاد تكون لازمة عند كل مقدمات البرنامج، ربما اعتقاداً منهن بأن “العديد” تعني الكثرة، مع أنها تعني “العدد” على إطلاقه. وقديماً قال الشاعر “السموأل”:
تُعيّرُنا أنّا قليلٌ عديدنا … فقلت لها: إن الكرامَ قليلُ
على أن (العديد) تعني كذلك : النواح على المتوفي بذكر محاسنه .. حفظكم الله، وأبعد عنكم شبهة العديد .
هذه واحدة، أما الأخرى :
ففي ختام البرنامج توجه المذيعة تحية الختام بصيغة: (الشكر) للمستمعين، و(كل الشكر) لزملائها في الأستوديو !! وحضرة المذيعة لها مطلق الحرية في توجيه تشكراتها كما تشاء، ولكن زملاءها في الأستوديو – على الأرجح – قاموا بأداء واجب وظيفي يتلقون في مقابله أرزاقهم الشهرية، فلهم الشكر – إذا شاءت!! ولكن جمهرة المستمعين يقبلون طوعاً على السماع، من ثم أرجح بأنهم الأحق بـ (كل الشكر)
ولحضراتكم .. (كل الشكر) !!