اسم الكتــاب : صحافة الكويت : رؤية عامة بين الدوافع والنتائج – 2 أكتوبر 2017
بطاقة الكتاب الثاني والعشرين
اسم الكتـــــاب : صحافة الكويت : رؤية عامة بين الدوافع والنتائج
النشـــــــــــــر : منشورات مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية – الكويت 1985
عدد الصفحات : 470 صفحة من القطع المتوسط
حول التجربة
من الواضح أن هذا الكتاب بمثابة “متابعة” لما بدأته بكتاب “الصحافة الكويتية في ربع قرن” 1974 – الذي أدين له بإثارة اهتمامي بالمنتج الثقافي الكويتي ، إذ تضمنت هذه الصحف توصيفا – دقيقا أو غير دقيق – لأحداث ، وأفكار ، وأخبار ، وأطوار لم نعد نجد عليها دليلا ، إذ كانت الكويت في تلك الحقبة تكاد تتغير بين اليوم والآخر . وهذا الكتاب الأخير يعني صدوره أنني لم أتوقف عن متابعة ما يجري في الصحافة ، والاحتفاظ بكل ما تزخر به صفحاتها من أخبار أو أعمال مؤثرة . حين تقدمت بالنسخة الخطية للكتاب إلى الأستاذ الدكتور عبدالله الغنيم : رئيس تحرير مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية (وكان من قبل عميدا لكلية الآداب) فإنه هو الذي أضاف كلمة “عامة” في العنوان الفرعي . لم أكن راضيا عن هذه الإضافة ، ولكني لم أعترض عليها ، فهو أستاذ عالم وصديق ، ولا تثريب عليه لأنه مشارك –بالنشر- في المسؤولية عن محتوى الكتاب .
ما الذي يلفت الاهتمام في صحافة الكويت منذ بواكيرها ، وإلى اليوم ؟ في تصوري أنها تتميز بقدر من النشاط ، وحرية التعبير عن الرأي ،والتنوع في المحتوى ، بدرجة تثير شهية القراءة ،والاحتفاظ بالمعلومات ، ولعل جزءا من هذه الإثارة الخاصة أو المذاق المتميز ، إلى جانب ما تتمتع به من حرية التعبير ، احتفاظها بروح البداوة ، والقبيلة ، ولا أقول هذا على سبيل المدح ، فقد يكون عكس ذلك ،ولكن المهم أنه يعطي طابعا مميزاً ،ونكهة خاصة .
ينطوي هذا الكتاب في محتواه العام على قضايا مهمة ، إن لم نشعر بقيمتها اليوم ، فقد تكون “أساسية” بعد زمن نبحث فيه عنها فلا نجدها ، مثل : المقال الافتتاحي للعدد الأول من كل صحيفة ، وهذه المقالة – عادة – تكشف عن دوافع الصدور ، وسياسة المطبوعة ،و ضرورة ما تعبر عنه من توجهات .. إلخ . وكذلك اهتم الكتاب بكُتاب الأعمدة الصحفية القصيرة اليومية ، وهم كُثر في الصحافة الكويتية ، ولكل منهم مذاقه الخاص ، وانتماؤه السياسي والحضاري والقبلي ،وهنا يمكن أن تكشف هذه الأعمدة عن (خارطة) متداخلة الألوان ، عجيبة المحتويات .
ويهتم الكتاب بالسلطة الرابعة ، سلطة الصحافة وأخواتها الثلاث : السلطة السياسية ، ومجلس الأمة ، والسلطة القضائية ، ويطيل الوقوف عند (المادة 35 ) من قانون الصحافة الكويتي التي تجيز لوزير الإعلام مراقبة الصحف ،و الاعتراض على بعض المقالات ، ومع التكرار يمكن إنذار الصحيفة إلى درجة إغلاقها !!
لقد ثارت حرب ضروس بين الصحافة الكويتية ومجلس الأمة الكويتي في إقرار هذه المادة من قانون الصحافة ، والتصدي لأحكام القضاء ، أو دعمها حين ترفض قرار وزير الإعلام بالتعطيل أو الإغلاق للصحيفة .
لقد كنت أشعر – وأنا أعد مادة هذا الكتاب – أنني أؤدي جهدا علميا أصيلا ، يحفظ للصحافة الكويتية ، بل للمجتمع الكويتي صورة حقيقية لواحد من الإنجازات العظيمة لهذا البلد العربي العزيز .