قصيدة : غرفة ريفية – 15 نوفمبر 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (125)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
.. وقد بنى بها !!
غرفة ريفية
يا غرفةً في الريف يوما قد حوتْ .. جـــدرانها قلبـــاً نقيـــاً وارتحــلْ
صـــوني الــــوداد تـــذكري أيامه .. فلعلـــه يـــوماً يعــود على عجلْ
وتذكــــري قلبــــاً هنا يهواكِ حبـ .. ـبا قلمـــا قصــدت لسلواكٍ الحيل
قولـــي لهـــم أحببتـــه، وأحبنــي .. من أجـــل حبي كل شيء قد بذل
يكفيـــك فخـــراً أن قلبــي قد دنت .. أزهـــاره يـــوماً إليـــكِ وما بخل
حبـــي إلـيك حقيقةٌ ” يا حلوتي” .. صيرتــه ظلمـــا سـراباً فاضمحل
وغـــداً سيــــأتيك الـــربيع معاتباً .. ويعيب قلبكِ كيف يرضى أن يُذل
إني وهبتـــك مـــن فــؤادي منزلاً .. ووهبت قلبك للوضيع بلا خجــل
لا لست من يهـــوى الجمال لغايةٍ .. في نفس يعقوب ولكــن لـي أمل
أهـــواك حقــــاً كالــربيع نضــارةً .. أهواكِ لا أخشى لحبكِ من جـــللْ
* * *
شاعر القصيدة: المعتصم بالله ضويحي (1950 – 1997) ، عاش في بلدة الميادين، محافظة دير الزور ، شرقي سورية ، وفيها توفي .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 10 أبيات )، وهي من ( بحر الكامل ) .
• تحكي القصيدة القصة الخالدة (المتكررة) للحب المأزوم بأطرافه : العاشق، والمحبوبة، والآخر الجاهز للزواج .
• ومع نمطية الحكاية (المُشكِلة لمسار القصيدة) فقد تميزت هذه القطعة – على إيجازها – بملامح فنية تدل على رهافة الشاعر، وقدرته الصياغية، على الرغم من أنه لم يكمل دراسته الجامعية، كما تقول ترجمته .
• رَمَزَ الشاعر ضويحي لمحبوبته بالغرفة الريفية، فكنى عن الإنسان بالمكان الذي يحل فيه، وهذا عُرف تاريخي في الوجدان العربي، منذ شعر “الأطلال”، وغزليات قيس في ليلى، إلى حنين الشاعر شوقي إلى جدته في الجيزة .. إلخ .
•ومثل كل عاشق: لا يستطيع أن يغسل عن قلبه ذكريات أيام الحب الجميلة؛ إذ كان على نهج واحد، فهي ذات قلبٍ نقي، وإن كان سيعيب – في ختام القطعة – هذا القلب ذاته، إذ يتساءل: كيف يرضى الذل ؟! كما يعيب على هذه المحبوبة: أنها وهبت قلبها للوضيع – بلا خجل !
• وقد أرى أننا لو جمعنا قصائد (الحب الخائب) الذي ينتهي إلى ظهور طرف ثالث، لينتزع المحبوبة من براثن عواطفها، ويلقي بها في غمار الواقع الاجتماعي بالزواج.. أرجح أن هذا الديوان سيكون الأضخم، والأصدق في التعبير عن مآلات الحب عند العرب .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع – ص398 .