قصيدة : كفوا البكاء – 13 ديسمبر 2021

قصيدة : كفوا البكاء – 13 ديسمبر 2021

الصيد السمين ..من معجم البابطين (128)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الشاعر النذير !!
كفــوا البكـــاء
كفـــوا البكـــاء على الطلـول الهُمّدِ .. ليس القضاء على البلاد بمعـتدي
حتامَ نـــربع فــــوق آثـــار عـفـــت .. والدهـــر يـــدعونا إلى نعــم الغدِ
متـــربصين ومــــا لنـــا مــن حافزٍ .. متسكعـــين ومـــا لنا مــن مرشد
ونرى جموع الناهضين من الورى .. يتســــابقـــون إلى المرام الأمجد
مـــتدافعين مـــع الــــزمـــان تجدداً .. إن الـــزمـــان مطيــــة المتجــدد
أبنـــي العــــراق ومصـــر إنــا أمة .. قعــــدت من الأيـــام أســـوأ مقعدِ
هيــــا نجــــدد للبــــلاد شبـــابهــــا .. متكـــاتفين علـــى الــزمان الأنكدِ
إن فــــرق الإيمــــان بيـن جموعنا .. فلســـاننا العـربــي خيـــر مــوحد
قــــربت به الأقطــــار وهــي بعيدة .. وتوحـــدت من بعـــد فتٍّ في اليد
مهــــلا كـــــرام المسلميــن فمنكـمُ .. يرجى الورود إلى حياض السؤدد
لا تجعلــــوا التقلـــيد يفـــرط عِقدنا .. فــــرجاؤنا عــــبثٌ إذا لـم يُعقـــد
قــد كنتــــمُ أهــــل البــــــلاد وإننــا .. كنــــا كــــذلك فــي الزمان الأبعدِ
كنتـــم وكنـــــا والبـــــلاد بــــلادكم .. وبــــلادنا فعـــــــلامَ لــم نتـــوحدِ
………….                                                     
* * *
شاعر القصيدة: أنيس الخوري المقدسي (1885 – 1977)، ولد في طرابلس ، وتوفي في بيروت ، وعاش في لبنان ، ومصر ، وأمريكا ، وأسبانيا .. إلخ .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 20 بيتاً ) ، وهي من ( بحر الكامل ) .
• عني “المعجم” – في رصده لمسيرة حياته – بأن يذكر أنه قام بالتدريس في الجامعة الأمريكية ببيروت، وكان رئيس الدائرة العربية في هذه الجامعة لمدة ربع قرن، كما كان عضوا بالمجمع اللغوي في القاهرة، وبالمجمع العلمي في دمشق، وأنه ليس له ديوان، ولم يعرف بصفة شاعر، وإنما هي قصائد تفيض بها النفس ، أو ينبض بها الفكر !!
• هذا الإطار الذي رسمه “معجم البابطين” تعريفاً للشاعر، يجعلنا نتلقى هذه القصيدة في صورتها (النقدية) الصحيحة ، فمجال (الشعرية) فيها محدود جداً ، لدرجة تكاد تلحقها بالمنظوم ، ومع هذا حرصنا على اختيارها تقديراً (للرؤية) القومية الناضجة التي تجسدها ، ونرى أنها – بعد رحيل الشاعر بنصف قرن – لا تزال مطلوبة في وطننا العربي .
• إنها – القصيدة – تحذرنا من الاستغراق في الاحتماء بالماضي، بما يؤدي إلى الغفلة عن تأمل الراهن، واكتشاف مطالب المستقبل . وهذا الراهن، وذاك المستقبل يقوم على جهود مشتركة ، ليس فيها المسلم ، وغير المسلم ، وبدون هذه الوحدة لا أمل في حياة شعارها (الوعي والتقدم) .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع – ص735 .

اترك تعليقاً