خاطرة العيد..!!10 يونيو 2025
خاطرة العيد ..!!
عبرت أيام عيد الأضحى، كما تمر الأيام المناظرة، وهذا يؤكد سطوة الألفة وهيمنة التقاليد، والمضيّ الطوعي في طريق المألوف.
لقد عشت زمناً ليس بالقصير في الكويت، وطبيعي أنني شهدت العيد الكويتي وتقاليده المرعية، وقد تختلف قليلاً في مظاهر البهجة ووسائل الترفيه، ولكن العنصر الثابت هو سماع أغنية “صوت السهارى” للمطرب ذي الصوت الدافئ الحنون “عوض الدوخي”، ومع أن كلمات الأغنية توحي بالفراق والشوق المحروم، والحنين إلى اللقاء (الصعب) فإن هذه الأغنية
كانت – وأحسبها لاتزال – أيقونة أغاني العيد في إذاعة الكويت . في الأغنية طابع الفراق والترحال وتلمس وسائل الاهتداء إلى الحبيب النازح أو المسافر.. ففيها من معاني الشجن والتشوق ما يطغى على معاني الحب والغزل الفرحان بلقاء الحبيب، وكأن مجرد ذكر ، (عصرية العيد) يعيطها مشروعية أن تكون مناسبة للتغني بها تلك الأيام التي يفترض أنها فرصة ( أو زمن مستقطع) للسعادة وإغفال زمن الرتابة مؤقتاً.
“العيد” في زمنه المحدد نوع من طيّ صفحة الزمن الترتيب ( والامتثال ) لهذه الاستراحة الزمنية، ومع أن (أمثالي) – ممن تعودوا العمل الدءوب اليومي دون توقف (ربما : حتى لا يواجهوا أنفسهم في الخلاء المخيف) يتقبلون التوقف أيام العيد، بكثير من الموافقة، أو الرضا، أو السعادة – حسب الأحوال والطبائع، كما يتقبل القطار الوقوف في المحطات بعض الوقت مع تسليمه بأن رحلته مستمرة إلى ما شاء الله .