بين التحذير والإغراء !! – 9 ديسمبر 2025
بين التحذير والإغراء !!
تتعدد عبارات التحذير وصيغه، من الحلف (القسم) بلفظ الجلالة، حتى وإن كان هذا القسم عن قناعة وصدق، فما بالك إذا كان الحلف بالله قصد به التغطية على انحراف أو كذب . وهذا (الإحراج) والتحذير له أساسه الديني، ومع ذلك فللشاعر (ابن الرومي) رأي آخر، صاغه في عبارة بسيطة، والطريف أنه أسس رأيه المناقض للمقولة الدينية على مقولة دينية أخرى، لها وجه من الإقناع (قد) يصعب نقضه، يقول “ابن الرومي” في تسويغ (استباحة) الحلف بالله المخالف للصدق :
وإنـي لــذو حلــــف كـــاذب .. إذا ما اضطررت، وفي الأمر ضيق
وما في اليمين على محرج .. يـــدافــــع بالله مــــالا يطيـــــــق
فقد جعل “ابن الرومي” من القسم الكاذب (باسم الجلالة) إجراءً في موقف الضرورة مباحاً، بل مطلوباً، إذا لم يكن لدى الحالف وسيلة أخرى للنجاة من مأزق ضاقت إمكاناته عن تسويغه ..
وهكذا يتجلى صدق الدلالة في الحديث الشريف :”إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة” . ولا يتعارض هذا مع النص القرآني الذي يقرر تنزيه البيان النبوي من قول الشعر، حتى لا يختلط بالنص المقدس .
قال الله تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له .. صدق الله العظيم ..