في وصف موكب “إهداء عروس النيل” : (أحمد شوقي) – 4 أكتوبر 2018
1- اللؤلؤة : في وصف موكب “إهداء عروس النيل” : (أحمد شوقي) .
في مهـرجـــان هــــزت الدنيا به .. أعطافها ، واختال فيه المـشــرقُ
فـرعونُ تحـــت لــــوائه ، وبنــاتُهُ .. يجري بهن على السفين الزورقُ
حتى إذا بلغـت مواكبُهــا المـدى .. وجــرى لغـــايته القضـاء الأسبقُ
وكسـا سمــاءَ المهــرجانِ جلالةً .. سيـــفُ المنيـــة وهو صلتٌ يبرقُ
وتلفــتت فــي الـيم كـلُ سفينةٍ .. وانثـــال بالوادي الجموع وحدقوا
ألقـت إليــك بنفسهـــا ونفيسها .. وأتتــك شيقـــة حــواهــا شيــقُ
خلعـت عليك حيــاءها وحيـــاتها .. أأعــــز مـــن هـذين شـيء يُنفقُ
وإذا تناهى الحب واتفق الفدى .. فالـــروح فــي باب الضحية أليـقُ
2- المحارة :
-لأبيات الوصف السابقة مقدمات وتكملة ، وهي في جملتها منبع ثر للدرس البلاغي ، ويمكن لمعلم البلاغة أن يجد فيها النموذج الرفيع للصور في مجال التشبيه والاستعارة والكناية ، فضلا عن : “الصورة المرسومة بالكلمات” ، وقد أجاد شوقي تركيبها وبناءها ، من عبارات وصفية ومجازية ، ومادية بوجه عام .
-بعد أن أورد الناقد السوداني الدكتور عبدالله الطيب وصف موكب عروس النيل ، عقب عليه قائلا : “بهذه الأبيات وحدها يستحق شوقي الخلود ، وكثيرا ما أقرأ كلام من ينتقدونه ، ثم اذكر هذه الأبيات فأعجب أشد العجب ، ثم يحضرني قول ابن الوردي – رحمه الله :
ليس يخلو المرء من ضد ولو طلب العزلة في رأس جبل”
-والعروس التي تُلقى في النيل ، ليست أكثر من أسطورة مختلقة ، أو تأويل شعبي لإزاحة رأس الجسر الذي كان يحول بين طغيان الفيضان ، وترعة الخليج التي تشق القاهرة ، وكانت إزالة تلك العروسة تمثل احتفالا شعبياً من زمن المماليك وإلى عهد قريب .
-الديانات المصرية – على تواليها – لم تعرف تقديم القرابين البشرية ، وقصارى ما يقدمه الأحياء على قبور الأموات من (رحمة ونور) ، مسلمون ومسيحيون لا يزيد عن أنواع من الفاكهة والتمور (والقرص بالعجوة) ، وهذا سائر ، مقرر في مصر عامة .
3- الهيــر (وهو المكمل للؤلؤة والمحارة ، لأن الهير – في لهجات الخليج – هو الحقل الذي تتكاثر فيه المحارات حاملة اللآلئ ):
-” قصيدة أيها النيل” – الشوقيات – الجزء الثاني – ص63 ، وهي في (153بيتا) ، وتبدأ بكلمة توجه بها شوقي إلى الأستاذ مرجليوث ، أستاذ اللغة العربية بجامعة أكسفورد .
-كلمة عبدالله الطيب في الجزء الأول من كتابه “المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها” ، جاء في سياق الحديث عن كامليات شوقي – ج1 – ص 289 وما بعدها .